إسقاط القروض و سياسة الشيكات المفتوحة

اكثر من 325 يوم وهاشتاق إسقاط القروض متصدر حلبة تويتر كمية الأنين والبئس والمعاناة المكتوبة به جعلت من شعوب الدول التي تعتاش على المساعدات الكويتية تبكي على حال الكثيرين من المواطنين الذين ضاقت بهم خيراتهم وإتسعت لمشارق و مغارب الأرض دون اي إعتبار او إهتمام لخطورة مثل هذه التصرفات المزدوجة والتي من شأنها أن تشحن النفوس بالكراهية وتزرع الأحقاد ضد من تعمد تجاهل مطالبهم لإيجاد حلول تنتشلهم من مستنقع السياسات الإقتصادية الخاطئة كون أن هذه المشكلة لا ترتبط بفرد وإنما تهدد الكثير من الاسر المعسرة بتفككها وضياع مستقبلها وخلق بيئة تتنامى بها الحلول الإجرامية

فعدد المقترضين يقدر بأكثر من 500 الف مواطن وعلى الحكومة والمجلس حساب عدد أفراد اسر هؤلاء المقترضين وتكلفة تداعيات اي مشكلة تنتج بسبب ضيق اليد .

يعتقد بعض أصحاب التفكير السطحي من أن معظم هؤلاء قد اقترضو من أجل الرفاهية و حقيقة الأمر تتمثل بتوفر ظروف أجبرتهم على ذلك بالذات أصحاب الرواتب الضعيفة وهم السواد الأعظم من الموظفين كون التعليم و الصحة والإسكان وغيرها من الخدمات الأساسية التي تقدمها الحكومة متدنية ولا يُعتمد عليها بدليل أن معظم معارضين إسقاط القروض لا يعرفون زحمة و مواعيد وأخطاء المستشفيات و ردائة التعليم وتكلفة أجار السكن فالمنازل التي يسكنونها أسوارها البرجوازية لا تسمح لهم برؤية معاناة غيرهم.

هناك اكثر من ناشط و خبير إقتصادي وضعو حلولاً لا تلكلف الدولة شيئ وأحد هؤلاء هو الإستاذ يوسف الغربلي بحيث تُستقطع علاوة غلاء المعيشة من المقترضين بعد شراء الحكومة لديونهم التي ستوفر على الميزانية ما يقارب ال700 مليون دينار سنوياً لكنها استقبلت بهجوم عبر ( الكومبارس المعهود ) الذي لا يظهر الا إذا طالب المواطن البسيط بأنصاف حقوقة ليتباكون على مستقبل الإقتصاد و عدم العدالة بدموع لا ترى المنح الخارجية و الهبات و القروض الميسرة ناهيكم عن عدالتهم المعدمه امام توزيع القسائم الصناعية و الحيازات الزراعية و الشاليهات و الجواخير واراضي الدولة الإستثمارية.

احدى محاسن هذا الكرم الحكومي انه اظهر لنا على الخريطة دولاً لا يعرفها حتى معلمين الجغرافيا

بينما من يضعون الإعلانات في الشوارع لبيع احشائهم ومن يستجدون رجال الأعمال في داخل و خارج الكويت لتسديد ديونهم وإنقاذ اسرهم تصبح هذه الحكومة و مجلسها أمام معاناتهم ( صمٌ بكمٌ عُمي ) فإنهاء كارثة المقترضين بالنسبه للبعض خسارة كون أن هذا المقترض لن يكون بحاجة لبيع ( الحانه ) أو أخذ الفتات عبر تقديمه على إعانه

ابعدو حساباتكم السياسية و التجارية عن هذه الفئة و تعاملو معها بشكل وطني و إنساني ثم تفرغو لسياسة الشيكات المفتوحة التي لم تُسعفنا عندما تم إحتلالنا ودفعنا مقابلها دماء أباء من يأنون اليوم فوق جمر الديون وغيرهم كانو في شوارع اوربا … يعترضون !

أضف تعليق