دُعاة الوشاية بنكهة الهداية

عندما إعتصم المواطنون في ساحة الإرادة مطالبين بمكافحة الفساد و انتشال ما يمكن انتشاله من حالة السقوط التي لم تعد خافية على أحد صرخة منابر المساجد و وحدة خطبة الجمعة وحذرة من خطورة مثل تلك التجمعات عبر بع بع الأوضاع الإقليمية و بذات المنابر ومن نفس الحناجر إعيد المشهد لكن بزاوية مختلفة وإستخدمت نفس الإسطوانه المتوارثه منذ عقود لتخويف بسطاء العقول حتى لا يخرجون من معتقلات الفكر الديني المسيس الذي عودنا على جمال الحانة التي لا تُغنىَّ إلا عبر مؤلفين سياسيين بإحتكار متفق عليه بذات العقلية الكلاسيكية التي لا تريد أن تستوعب من أننا في زمن أصبح الطفل به ذو رأي مستقل بفضل الإنفتاح العالمي المفروض على الجميع متناسين أن مثل هذه الأساليب التي أكل وشرب الدهر منها لم تعد مُؤثرةٌ كون اللعب أصبح على المكشوف و أن المختطفين للسماء عادو إلى الأرض و أفاقو من غيبوبتهم وبدؤ يستوعبون أن مثل هذه الخطابات ذات إحداثيات ثابتة كلاسيكية لم تتجاوز يوماً الطبقات الكادحة فالمشهد المتوارث ممل وبحاجة الى مواعض مخملية يجب هندستها لتتناسب مع حجم المُصاب فمن إعتدنا ظهورهم عندما يصرخ الجائع لا نراهم عندما يسرق الشَبِعْ ، أيضاً هناك ظاهرة غريبة ودخيله علينا لبعض من نسبو أنفسهم لنهج صالح أول شروط شرعية الإنتساب إلية ان يكون ناصراً للحق يجمع و لا يفرق لا أن يبرر فساد الظالم و يحارب الشرفاء بمطالبهم ويشحن النفوس ضدهم وضد كل مناشدات الصلح التي تنادي بوثيقة العفو عن سجناء و مهجَّرين الرأي متناسين من أن إصلاح ذات البين من أعظم الطاعات فأمثال هؤلاء بهذه التصرفات بدؤو ينفِّرون الناس ويشككونهم بما هم عليه ! هذه العينات تجدها في كل شاردة و واردة أول من تحرض و تهاجم بسيناريو مكشوف و مكرر بغطاء الدروس ( التي يُفترض أن تكون شرعية لا سياسية ) بأن يقوم أحد الكومبارس بتوجيه سؤال مُعد سلفاً من قبل المُخرج ثم تأتي الإجابة المراد التغزل بها لمن أقلقتهم الصحوة المتأخرة معتقدين أن الناس مازالت مستغفله ولا تعرف ( طويل ) الردود عندما يبرر للفاسدين و يخدر البسطاء و مُختصر إجابات الأسألة المستحقة التي لو أنه فصلها بمقاس من يدافع عنهم لإنقلب السحر على الساحر .

إن زمن سلب العقول بروحانية القول ولىَّ بقوة المنطق فواقع ما نعيشه يخالف ما يتم تسويقه عبر منهج الوشاية بنكهة الهداية لتسجيل المواقف على ظهور البسطاء فلو كانت خطبهم تنتقد مكامن الفساد الحقيقيه لكانو في طابور طويل أمام صالونات الحلاقة كأقرانهم القريبين من أطرافنا فبعد ان كانو دعاة يبكون على حال الأمة تحولو الى رعاة يرقصون على أنغام المهرجانات و يميل خصرهم اينما مالت منافعهم .

لقد إبتليت هذه الأمة بأمثال هؤلاء على مر تاريخها ولم يسجلو في صفاحاتهم إلا خذلان الشعوب المغلوبة و المسلوبه حقوقها عبر دعوات الإستسلام و تسليم ما على الأرض و إنتظار مافي السماء دون بذل الأسباب ، لم يسلم منهم لا جاهل و لا عالم فصنفو ذاك بالراوي وهذا بالقصَّاص تميزو بالتَّصيد في الماء العكر يدعون لطباعة القرأن و يتهربون من تطبيقه

ظفرو بأقبح الألقاب و الصفات و أنسبها ( دعاة التكسي الجوال ) فمع كل عهد من الزمن نجد رُكَّابهم قد تغيرو و محطات توقفهم لا تعرف إلا الأرصفة الخاصة لكنها حتماً ستكون يوماً ما شواهد على رؤوسهم فوق قبورهم تقف فوقها الغربان لتدلل على سوء العمل و المنقلب .

أضف تعليق